لا اعرف من اين ابدأ.. هل من خوف الفقد.. هل بزوغ الامل.. هل لحظات الانطفاء.. من اين؟؟
لن ينسانا الله.. مهما طال الطريق.. مهما رأيته مظلم.. لا ينسانا الله
الفقد له معاني كثيرة.. منها فقد شخص عزيز او الذات و هما الابشع.. قد يكون الفقد شعور..فإن كان الفقد شعور فمحاولاتك لاستعادته متاحة
في هذا الفصل كان النصيب الاكبر للبنى الخميس.. "هذبني الفقد" .. قد تتساءل ما الذي فقدته..
لماذا لا تذهب معي في رحلتي او بالاصح في هذا الفصل من القصة؟ .. فقدت جزء مني.. نعم.. فقدتها لمدة لكن استعدتها بالكامل.. منكم من صادفني و قد يندهش لانه لم يلاحظ ذلك.. انت لا تعرف معارك غيرك و لكن تعرف معاركك.. قد تتألم.. قد تسقط.. قد تتعثر.. لكن يأتي مفترق الطرق.. انت قائد الطريق.. اما طريق النهوض او طريق الركود.. انا عبرت طريق النهوض لذا لم ترى معركتي..
قد تسأل ماذا فقدتِ؟ و كيف استعدتِ ما فقدتي؟ هل تصدقني ان قلت لك ان الفقد مؤقت؟ قد تسألني كيف؟ فإن كان الفقد شعور فمحاولاتك لاستعادته متاحة و إن كانت فقد ذاتك فالقراءة عن الذات او الجزء المفقود منها حل و ممارسة هواية او نشاط كنت تفعله في السابق هو حل اخر و خيارات اخرى واردة.. و إن كان الفقد فقد شخص فلا تنسى اننا كلنا ذاهبون
في هذا الفصل بدأت رحلتي بالانطفاء.. ايها القارئ قد تكون مررت بهذا الفصل.. الفصل الذي يوجد فيه من ينتظر انكسارك..
مضحك جدا كم كنت اسعى في مساعدة من كان يريد النهوض و لم اتوقع انه كان يريد مني السقوط.. لكن الايام كانت كفيلة بكشفه.. الله لم و لن ينساني.. كانت دعوة (اللهم اجبر كسر قلبي جبرا يتعجب منه اهل السماوات و الارض) ملازمة لي.. كانت توأمي تترنم ب " لن ينسانا الله سيؤتينا من الغيب احلاه.. فينسينا ما قاسيناه.. لن ينسانا الله" فعلا.. لم يحل الحول و الا جبرني ربي.. مقعد المعمل كانت رسالة لم تصلني الا هذه السنة.. بالنسبة لكِ قد تكون هذي الذكرى الاكثر تميز .. اما بالنسبة لي فقد كان يوم اختبار مادة الدين نقطة التحول.. اخط هذي الكلمات و انا على عهدي عندما دار هذا الحديث يوم الاربعاء.. وعدي كان يصادف يوم اربعاء و لا اعرف لِمَ لا زلت اتذكر ذاك اليوم..
في هذا الفصل ايضا، رسالة بريق الامل و الاشتعال بعد الانطفاء كانت من العنود سطام.. اتذكر مصادفة سماعي حادثة اغلاق كل المرفقات في الولاية التي كانت تسكن فيها.. صبرها و ثقتها بالله كانت الرسالة التي وصلتني في الوقت الصح.. "كن مع الله يكن معك".. والله ما من دعوة تدعوها بغافلة عن الله.. اما تتحقق.. او تكن اجرا.. او تدفع بلاء.. ثق ان بعد العسر يسر.. و بعد الانطفاء اشتعال.. و بعد الحزن فرح.. و بعد الانكسار جبر
ان كنت تقرأ الان.. اِعْلَم انك لست وحدك.. معركتك التي تجاهد بها سوف تنتهي لكن لا تجعلها تنتهي بانكسارك.. بانطفاءك.. بل اجعلها تنتهي بصمودك.. بشموخك.. لا تهتم بالخدوش فهي اكبر دليل لقوتك.. فهي ايضا تشكل من انت اليوم.. كل معركة و موقف جعلت منك الشخص القادر على مواجهة الصعاب
لست وحدك حقا.. هذه مرحلة مؤقتة ستسمع فيها ضجيج عمليات "الترميم" الداخلية.. مرحلة تصقل ذاتك.. تجعلك تعرف من انت حقا.. مرحلة تعرف بها الحياة من جانب لم تكن تعرفه..
" ان تحظى بفرصة لاعادة تقييم الحياة و ترتيب الأولويات و النظر الى الاشخاص على حقيقتهم لا كما أردتهم، ان تدرك ان الرحلة قصيرة، و انك لا تكبر بمرور السنين فحسب، بل بخوض التجارب و مخالطة الناس، بوجع الفقد و لذة الكسب، بحلاوة الانتصار و مرارة الهزيمة"